الجمعة، ١٩ أكتوبر ٢٠٠٧
إعلان ويسكي بالكويت



بينما أنا في مطعم فرايديز ... نظرت أمامي فوجدت إعلان ويسكي على الحائط

جاك دانيالز هو نوع معروف من أنواع الويسكي ... و الأمر ليس سرا لأن اللوحه مكتوب بأسفلها كلمة ويسكي ... و الشيء المحير هوشجاعة القائمين على هذا المطعم (أو وقاحتهم إذا شئتم) في وضع إعلان الويسكي بهذا الشكل الصريح ... ووضع مطعمهم عرضه لهجوم الجماعات الدينيه المرتقب متى ما علموا بهذا الأمر



 
posted by راعيها at ٨:٤٤ ص | Permalink | 9 comments
الجمعة، ١٢ أكتوبر ٢٠٠٧
سعيد

بعد أن سقى سعيد النخله ... نظر إلى بقية الشجر في الحديقه ... لقد سقاهم جميعا ... و لم يعد هناك ما يتوجب عمله سوى الجلوس بجانب الباب الخارجي ... فقد قاربت الساعه على الثانية و النصف ظهرا


و لم يطلب منه أحد أن يجلس هكذا بجانب الباب في هذا الوقت الحار ... لا أبيه الذي يعمل خادما في المنزل ... و لا سيده العم بو عبدالله ... و لكنه إعتاد على الجلوس بجانب الباب كل صباح و كل ظهيره ... و هما موعد ذهاب و مجيء هند من و إلى الجامعه


و هند هي بنت بوعبدالله ... هي حب سعيد الذي ليس له أول و لا آخر ... و إن كان سعيدا لا يرضى أن يفكر بها كحبيبه أو عشيقه ... فالحب هو نوع من أحاسيسنا .. و العشق توصيف لعلاقة من علاقاتنا ... أما هند ... فهي الحياة بالنسبة له ... الحياة بجميع أحاسيسها و علاقاتها


ولدا معا في نفس الشهر ... و كبرا معا ... ولعبا معا ... و نما مع السنين إرتباطهما ببعض ... أحاديث الحب التي تبادلاها صغارا صارت أكثر نضجا عندما وصلا إلى سن المراهقه ... و قد كان بوعبدالله يعلم بالأمر و لكنه لم يفعل شيئا ... فهو يدرك تماما بأن الأمور ستتغير في قلب و عقل هند مع السنين ... و لم يخطىء بوعبدالله في حساباته


فعندما دخلت هند الجامعه ... إكتشفت إن سعيد هو بن سعيد ... الخادم ... كأنما لم تدرك هذه الحقيقه إلا حينما لاحقها بالجامعه أبناء التجار و المليونيرات ... كانت ترى زميلاتها الأقل منها حظا بالجمال و المال على علاقه مع أبناء الكبار ... و إنتبهت إلى ملابس سعيد الرخيصه ... و إنتبهت إن سعيدا لن يستطيع شراء سيارة تضاهي سيارات الكبار .. بل و لاحظت للتو أن سعيد يحمل أكياس الجمعيه حينما تعود والدتها من الخارج ... و انتبهت إن أخاها عبدالله يعطي ملابسه و أحذيته القديمه لسعيد كي يرتديها ... و تذكرت كيف كان كان أبا سعيد ينهر ابنه عندما تثور كرامته و يرفض ارتداء تلك الملابس


لم تمر السنه الجامعيه الأولى ... إلا و كانت هند قد بدلت سعيد بأسامه ابن تاجر العقارات الكبير ... و قررت أن تعامل سعيد كما تعامل بقية الخدم ... و أوصلت له رسالة مفادها إنه -للأسف- ابن بوسعيد


بالرغم من حصول سعيد على الدبلوم من أحد المعاهد ... و توسلات أباه له بأن يعمل في أحد الشركات حتى لا ينتهي به المطاف خادما كأباه ... إلا أن سعيد رفض ... و باع مستقبله ... و طموحه ... من أجل أن يجلس بجانب الباب ... صباحا و ظهيرة ... ينتظرها ... و هو لا يرى أن في الدنيا شيء أهم من ذلك
 
posted by راعيها at ٥:٢٣ م | Permalink | 7 comments