الجمعة، ٢١ ديسمبر ٢٠٠٧
من خلق الله؟

من خلالي بحثي و مناقشاتي مع العديد من الكويتيين و العرب الملحدين ... تكشفت لي أمور لم أكن أعرفها و لم أكن أدركها من قبل ... و لكن لإختصار الموضوع ... و بدون تعقيدات ... السؤال الأكثر تكرارا في مناقشات الملحدين مع المؤمنين هو (من خلق الله؟) ...

الملحدون لا يقبلون بفكرة انه خالق و لا يمكن خلقه ... و يقولون انه لكي تؤمن بتلك الفكره يجب أن تكون (مؤمنا) و ليس (باحثا عن الحقيقه) ... لأن فكرة (خالق لم يخلقه أحد) تستلزم الايمان العميق الذي لا يأبه بالأدلة العلميه ...

و لكن ...

كان إشكالي الدائم مع الملحدين هو ... ماهو البديل ؟ ... كيف نفسر نشأة الكون؟

و سمعت تفسيرات عده ... أغلبها يرجع لنظرية الإنفجار الكبير ... و نشوء الأجسام الصلبه من الطاقه ... و من ثم التطور الذي كانت نتيجته الكائنات الحيه ... ثم الترقي و الانتخاب الطبيعي كما قال (داروين) ...

حسنا ... كلام فيه جهد علمي و محاوله للفهم ... و لكن ... من خلق الماده الأولى؟ ... سواء كانت ذره .. أو طاقه ... أو أي صوره من صور الوجود؟ ... من خلق (الوجود) الأول في الوجود ؟ ...

عندما كنت أسأل هذا السؤال ... كانوا يردون علي مسألة التفاعلات و الانفجار الكبير ... و كنت أضطر لإعادة سؤالي مرة أخرى ... من أوجد العوامل الأوليه ... الذره الأولى ... الطاقه الأولى ...

ثم أجابني بعضهم ... إن العلم لازال يبحث في هذا الأمر ...

ثم أقول ... هل تتخيل عزيزي الملحد أن هناك وجود بدون شيء يسبقه؟ ... أي أن تنشأ ماده من العدم؟ ... ألم يقل نيوتن أن الماده لا تفنى و لا تستحدث من العدم؟

فيقولون أنه أمر لا يمكن تصوره عقليا ... ولكن العلم سيبحث عن إجابه ...

فأقول ... إذا أنت (مؤمن) بأمر لا يمكن تصوره عقليا لأن العلم سيجد إجابه ...

بمعنى آخر ... أن تفسير نشأة الكون يحتاج إلى (إيمان عميق) ... سواء كان إيمان بالاسلام او بالالحاد ...

نعم هناك شبهات كثيره يطيب للملحدين و لغير المسلمين التحدث عنها ... شبهات في التاريخ الاسلامي ... في القوانين الاسلاميه ... في تعارض النصوص ...

و لكت في مسألة نشأة الكون ... إكتشفت أن أغلب الملحدين يركنون الى الكثير من (الايمان) للإقتناع بنظرياتهم ...

هذا ليس هجوما عليهم ... و لكن مجرد ملاحظه من خلال قراءاتي و نقاشاتي معهم ...
 
posted by راعيها at ٦:٥٨ ص | Permalink | 12 comments
الخميس، ٦ ديسمبر ٢٠٠٧
عبدالله القصيمي
لم يكن عبدالله القصيمي كاتبا من ضمن الكتاب العرب ... فهو قرأ التاريخ بتمعن ... و فكر فيه بتجرد ... و كم كاتب و مواطن عربي قرأ التاريخ بتجرد؟؟ ...

لست مدافعا عن عبدالله القصيمي ... ولكني غاضب على أمتنا التي اختارت ان تتجاهل و تنفي و تعاقب هذا المفكر بدلا من أن تناقشه ... أمتنا التي اختارت تمجيد كتاب السلاطين ... وكتاب الجنس ... و كتاب الإرهاب ...

ألحد القصيمي أم لم يلحد ... نحن لسنا قضاة ... ولا هو بالمتهم ... هو مجرد محاوله لكي نفهم ... و كثير من قراؤه إزداد إيمانهم ... فمن العار أن نرث قناعاتنا و عقائدنا من آبائنا دون أدنى محاوله للفهم و المناقشه و الاستماع للرأي الآخر ...

من أقوال القصيمي :

(أنا أرفض أن أموت، أن يموت أبني، أن يموت صديقي، أن يموت أي إنسان، أن يموت خصمي، أن يكون لي خصم! أنا أرفض ذلك تحت أي شعار، تحت أي فكرة تختفي وراءها أضخم الأكاذيب وأفجر الطغاة والمعلمين، لهذا أنا أرفض التعاليم والمذاهب التي تعلمني كيف اكون قاتلاً، كيف أكون مقتولاً، كيف أؤمن بذلك، كيف أهتف لمن يدعونني إليه، لمن يوقعونه بي!)

(يادولة العرب الواحدة الكبرى، إني أخاف مجيئك لأني أخاف مجيء هارون الرشيد الجديد !! إني أخاف مجيء هارون الرشيد لأني قرات عن هارون الرشيد القديم، كان يقاتل بآبائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال، كان ينفق قوت آبائي على الجواري والشعراء والمغنين، كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر إلى المصلى، ومن المصلى إلى القصر، ومن هذا القصر إلى ذاك القصر، ومن مخدع هذه الجارية إلى مخدع الجارية المنافسة الأخرى، كان يحارب ذكاء آبائي وحرياتهم بالمشايخ وبالآيات والأحاديث، وبالأنبياء وبالسلف وبالقبور)

(الشعوب العربية لا تعترف بقيمة النقد، بل لا تعرفه، إن النقد في تقديرها كائن غريب كريه، إنه غزو خارجي ، إنه فجور أخلاقي ، إنه بذاءة، إنه وحش فظيع يريد أن يغتال آلهتها ، إن النقد مؤامرة خارجية ، إنه خيانة، إنه ضد الأصالة ، إنها لذلك تظل تتغذى بكل الجيف العقلية التي تقدم إليها، لا تسأم التصديق ولا تمل الانتظار، إن أسوأ الأعداء في تقديرها هم الذين يحاولون أن يصححوا أفكارها وعقائدها أو يحموها من لصوص العقول ومزيفي العقائد، وبائعي الأرباب ، إن تكرار الأكاذيب والأخطاء والتضحيات لا يوقظ فيها شهامة الإباء أو الشك أو الاحتجاج، لقد جاءت مثلاً أليما في الوفاء والصبر والانتظار لكل مهدي لا ينتظر خروجه)

(ما أوقحك وأكثر ذنوبك أيتها الشعارات، ما أوقحك في فم الطاغية، في أجهزته، في فلسفته، ما أوقحك في فم المعلم والكاتب والخطيب والواعظ، كم كذبت ؟ كم قتلت؟ كم خدعت، كم سرقت، كم هيجت؟ إني أخافك، إني أحتقرك أيتها الشعارات)

(إن الشيخ الذي يملأ لسانه بالله وتسبيحاته، ويملأ تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه، ثم يملأ أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة الأقوياء، لهو أكفر من أيِّ زنديق في هذا العالم)

و لكن عبدالله القصيمي قد تحدث بشكل لم يعهده أهل الخليج خاصه و العرب عامه عن الذات الإلهيه ... و قد يكون الأمر هينا لو أن القائل شخصا عاديا ... لكن القصيمي كان من أكبر دعاة السلفيه و الدعوه الوهابيه في مصر حين كان يدرس بلأزهر ... وتم فصله من الأزهره لتزمته بالرد على أحد أساتذته ... و قد كتب الكتب العديده في الرد على بقية الفرق الإسلاميه ... ماذا قال القصيمي عن الذات الإلهيه :

(لقد خلق الإلهُ الإنسانَ لكي يعبده ويطيعه. ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك أنه لن يعبده ولن يطيعه. فهل كانت رغبته في عبادة الإنسان له غير ناضجة، أم كانت خطته لتحقيق رغبته غير كافية؟)

(إن الدعاء والصلاة لله اتهام له. إنك، إذا دعوت الله، فقد طلبت منه أن يكون أو لا يكون. إنك تطلب منه حينئذٍ أن يغيِّر سلوكه ومنطقه وانفعالاته. إنك، إذا صليت لله، فقد رشوتَه لتؤثر في أخلاقه ليفعل لك طبق هواك. فالمؤمنون العابدون قوم يريدون أن يؤثروا في ذات الله، أن يصوغوا سلوكه)

و تحدث القصيمي عن الدين فقال :

(العقل لم يُستشَر في الأديان، وإنما أُخِذَتْ بالتلقين والتتابع. فالذين يولدون في أيِّ دين يكونون من أهله)

(الأديان لا تنتصر إلا في المعارك التي تتجنبها. فهي لا تحارب بالعقل ولا تحارب العقل، أي لا تدخل مع العقل في معارك حرة – ولهذا ظلت منتصرة)

(إن الله لا يريد أن نكون وحدنا مؤمنين، ويكون غيرُنا كافرين – يفعلون هم الشهوات والعبقرية المحرَّمة والإبداع والحياة، ونفعل نحن الفضائل للموت والطاعة والخوف؛ يفعلون هم الحضارة، ونفعل نحن المواعظ والأنبياء)

(الإنسان، قبل تديُّنه، وجد أن من الصعب عليه أن يكون ملتزمًا بضوابط الحياة المثلى، فتديَّن لأنه وجد أن من السهل أن يكون معتقِدًا)

(إن السماء، لو أرسلت لنا كلَّ أنبيائها ينهوننا عن الإيمان ويحرِّمون علينا كلَّ عبادة، لعصينا كلَّ الأنبياء وبقينا نؤمن ونصلِّي ونتعبد. فالعبادة استفراغ روحي، وعملية جنسية تؤديها الروح لحسابها، لا لحساب الآلهة)
و بعد ...
متى يزداد شغف الناس بقراءة كتب أمثال القصيمي ... حين يشتد غضبها و حنقها على الواعظين و الدعاة ... حين ترى القرضاوي يترحم على صدام و يسبغ عليه أرفع الألقاب ... و ترى الطبطبائي يسمي بن لادن شيخا ... و ترى نجاد يحيي أرث الصفويين ... وترى أخوان الكويت يتراكضون لإسقاط قروض المستهترين الطارئين على الدوله ...
يد القصيبي كتب فكرا ... ويد الزرقاوي قطعت رقابا ... فكم منا يترحم على القصيبي ... وكم منا يترحم على الزرقاوي ... و بعد أن تجيب إسأل نفسك (لماذا)
 
posted by راعيها at ٧:٢٨ ص | Permalink | 8 comments
السبت، ١ ديسمبر ٢٠٠٧
الفقيه الملحد



في الآونه الأخيره ... إكتشف كاتبا سعوديا غير طبيعي ... عاش في القرن الماضي و توفى قبل إثنا عشر عاما ...

هذا الكاتب ولد في بريده ... التي لا تزال تعيش حياة شديدة التدين ... و سافر للأزهر كي يدرس فيه ... و ألف هناك الكتب العديده في الدفاع عن الفكر السلفي و الدعوه الوهابيه ... و انتشرت اعماله و ذاع صيته ...

ثم بعد سنوات قليله ... أصبح هذا الداعيه السلفي ملحدا !! ... و ألف كتبا عديده من أشهرها (هذه هي الأغلال ) ...



لماذا لم نكن نعلم عن عبدالله القصيمي ؟ ... لأنه مغضوب عليه ... و مغضوب على دور النشر التي تنشر كتبه حتى كانت تضطر لإخفاء هويتها ... و عاش و مات في مصر بعيدا عن وطنه السعوديه ...



مؤخرا ... حملت له كتاب ( يكذبون حتى يروا الإله جميلا) ... تصفحت بعض ما قال ... و انطباعي الأول عنه انه رجل لا يخشى ان يتمرد ... وهو بلا شك بارع في التعبير عن أفكاره ... و من السهل أن تطلق عليه لقب فيلسوف ...



عبدالله القصيمي أصبح كرة ثلج تكبر كل يوم على ساحات و منتديات الفكر بالانترنت ... وكتبه الممنوعه زاد عدد طالبيها و قراؤها ...أما فكره ... فلنعترف بأنه ينتشر ... حتى سماه محمد العوضي (موضه) في أحد برامجه التلفزيونيه ... في البوست القادم ستكون هناك مقتطفات من أقواله
 
posted by راعيها at ١١:٠١ م | Permalink | 9 comments