الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧
وين رحت يا دكتور ؟؟
قبل شهرين ... دخلت الى المستشفى في يوم عملي الأول بعد عودتي من كندا
تلفت حولي .. محاولا إيجاد مكان أو شخص أرتبط به ... كي أعلن عودتي عن العوده ... رحب بي الجميع ... و احتفى بي الجميع ... ما عدا الدكتور عبدالله الشماع ... فقد احتضنني ... وارشدني ... وساعدني ... حتى أعتقدت بأنه عاش الشهور الماضيه إستعدادا لي
و بمجرد أن جلست معه قليلا .. قررت أن أترك وحدتي و أن أعمل معه في نفس وحدته ... و على الفور قام بمقاسمتي مسئولياته و صلاحياته ... وصار يعلمني على أسلوب العمل ... ويشرح لي كل صغيرة و كبيرة
حدث ذلك في أسبوعان فقط ... و في بداية الأسبوع الثالث ... أخبروني بأن عبدالله راقد بالمستشفى ... حسبت الأمر هينا ... فذهبت لزيارته بالمستشفى ... لأفاجأ بأن عبدالله في قسم العنايه المركزه .. وبأن إلتهابا لعينا قد أصاب عضلة قلبه فتوقف عن العمل
و رقد عبدالله بالمستشفى 4 أسابيع ... في غيبوبة تامه ... و تركني في حالة ذهول ... لا أدري ماذا أقول لنفسي .. وماذا أقول لمرضاه ... و ماذا أقول لزملاؤنا الدكاتره ... فقد كنت آخر من رآه في صحة جيده .. و آخر من رافقه قبل إصابته بالمرض
الأسبوع الماضي ... إتصلت بي زميله ... لتبلغني بأن عبدالله قد توفي
لم أصدقها ... واتصلت بالفريق المشرف على علاجه ... و اتصلت على كل من أعرفهم بالمستشفى الأميري ... واتصلت حتى على مدير المستشفى
كيف رحلت يا عبدالله؟ ... كيف لم تستمتع بشهادتك إلا سنه واحده فقط؟؟ ... كيف لم أقترب منك إلا بالكويت و قد كنت بجانبي في تورنتو لمدة 5 سنوات
الدكتور عبدالله الشماع ... كان انسانا مريحا لكل من تعامل معه ... انسان لا يصدر منه ضرر و لا أذيه ... سمعته بالمستشفى عطره بريئه
لا زلت أشعر به عندما اتابع مرضاه ... و لا زالت الغصه تملأ صدري عندما أقرأ كتاباته في ملفات المرضى ... و لازلت أغالب الدمعه عندما يبكيه مرضاه أمامي
أكتب هالكلمات و انا ماني مصدق اني اكتبها عنه
الله يرحمه
 
posted by راعيها at ٧:٤٨ م | Permalink | 18 comments