الجمعة، ١٩ سبتمبر ٢٠٠٨
بو تمبه
قبل إسبوعين .. تم إستدعائي لمستشفى الفروانيه لفحص فتاة كويتيه في مقتبل العمر حاولت الإنتحار .. أصابني الفزع عندما رأيت كمية البنادول في دمها .. وتمنيت أن تكون كبدها قادره على مقاومة هذه الكميه السامه .. ومستشفى الفروانيه خصوصا له سوابق في حالات الفتيات اللواتي توفوا بعد فشل أكبادهن في مواجهة جرعات البنادول الزائده ...
جلست مع الفتاة .. كانت لازالت متعبه وفيها شيء من الشرود ... قالت لي ( كنت مسويه رجيم .. بس ما ضعفت .. حاولت وايد وماقدرت ... و بلحظة ضيق خذيت حبوب بنادول) ...
الفتاة لازالت على قيد الحياه ...
لم تكن أول حالة ضغط عصبي شديد بسبب الوزن أشاهدها ... خصوصا لدى الفتيات في هذا السن ... علما بأن أوزانهم عادة ليست في مرحله خطره ... فأغلبهم يمكن أن نطلق عليهم (شويه متروسين)
شخصيا ... حاولت أن أنقص من وزني من خلال الرجيم ... وتأكدت بنفسي بأن جسمي غير قابل لأن يكون أنحف ... خصوصا عندما أجريت تجربه مع صاحبي لتناول فقط 1000 إلى 1200 كالوري باليوم ... بعد اسبوعين نزل هو أضعاف ما نزلت أنا ...
المسأله لها جذور تاريخيه .. كيف إستطاع الإنسان البقاء على قيد الحياه في الأزمنه السحيقه ... أعتقد أن هناك خاصيتان بشريتان ساعدتاه على البقاء حيا :
1- لسان الإنسان يشتهي بشده الأغذيه التي تحمل كميات عاليه من السعرات الحراريه ... لذلك لازلنا نتشوق على الكنافه بدلا من السلطه ..وعلى المجبوس بدلا من البرتقال و التفاح .. لو كان الإنسان يشتهي الأوراق الخضراء مثلا بدلا من البطاطا في الأزمنه الغابره .. لمات جوعا و انتهينا
2- الجسم البشري لديه القدره بشكل متفاوت ( ركزوا على متفاوت هذه) على تحويل جميع السعرات الزائده إلى دهون ... وذلك للبقاء حيا متى ما تعذر عليه العثور على الغذاء
ما يحدث الآن هو إنني أنا مثلا أنحدر من سلاله بشريه لديها برمجه جينيه منحرفه قليلا ... حيث أن جسدي يحول نسبه ثابته من الغذاء الذي آكله إلى دهون ... سواء أكلت قليلا أو كثيرا ... فيما يملك البعض برمجه جينيه مختلفه حيث لا تخزن أجسادهم الدهون إلا حينما يزيد غذائهم اليومي عن 3000 كالوري أو سعره حراريه
لذلك نرى أن الذي يحافظون على ما فقدوه من كيلوغرامات بعد الرجيم لا تزيد نسبتهم عن 1% في أفضل الأحوال .. بل أن هذا الرقم مبالغه مني و ليس علميا على الإطلاق
الأمل الوحيد لمن يحمل هذه البرمجه الجينيه (البو تمبه) هو الرياضه ... ليست الرياضه الروتينيه التي من الصعب الاستمرار بها .. ولكن الرياضه المحببه .. كرة قدم ..كرة سله ... سباحه
بالنهايه ... السمنه مجرد شكل خارجي .. لا تمنعك من أن تكون الشخص الذي ترغب في أن تكونه ..
بمناسبة السمنه ... سمعتوا هالأغنيه ... كم هو رائع حسين الجسمي البوتمبه هذا
 
posted by راعيها at ١٠:٤٣ ص | Permalink | 6 comments
الثلاثاء، ٩ سبتمبر ٢٠٠٨
هلا حقا للصوم فوائد جسديه؟

مبارك عليكم الشهر و عسى الله يعوده عليكم و انتوا بألف صحه و عافيه


السؤال هو ... لماذا يصر بعض الأطباء و أخصائيي التغذيه على الإستهبال كل سنه في بداية شهر رمضان و الإصرار على تأليف فوائد جسمانيه للصوم ؟!


أولا : ليس ضروريا أن تكون العباده مفيده للجسم ... هي مفيده روحانيا و لكن ليس بالضروره جسمانيا ... و الدليل على ذلك هو الحج .. يروحون الحج صاحيين و يرجعون بانفلونزا و التهاب رئوي و أحيانا سحايا


ثانيا : الأطباء أنفسهم ... لهم تصريحات مستمره على مدى العام تطالبنا بعدم الغاء وجبة الإفطار صباحا تحت أي ظرف ... بل وهم أنفسهم يطالبوننا بتوزيع الوجبات على اليوم و يحذروننا من رجيمات التجويع المفرط ! ... و هذي التصريحات تتوقف فجأه قبل رمضان و يتم عكسها تماما ... بدون حيا و لا مستحى


ثالثا : محاولة ربط فوائد الصوم على الجسم بالأبحاث الغربيه هي خيانه علميه فاضحه ... وخيانه لقسم الأطباء عند التخرج بأن لا يلجأوا للغش و أن يفعلوا ما هو في مصلحة المريض ... كل من عاش و درس في مستشفيات الغرب سيعي بأنهم أساسا لا يمكن أن ينصحوا أو حتى يفكروا بنصيحة أحد بالصوم ... و اللي يقول العالم الفلاني و العالم العلاني خله يستريح ... فالأبحاث العلميه ذات القيمه معروفه و متبعه في مستشفيات الغرب الكبيره ... أما أبحاث بوطقه فهي منتشره بكل مكان و محد يلتفت عليها الا اللي عنده فكره غير علميه و يبي يثبتها


رابعا : الغرب يعترف بأنظمة ( أتكنز ) و ( لو جلوكوز إندكس ) و ( ساوث بيش دايت ) كأنظمه فاعله للتخسيس .. بالإضافه إلى النظام الإعتيادي لتخفيف السعرات الحراريه ... أما الصوم فهم لا ينصحون به و لا يذكرونه أساسا ... و اذا قالولكم الكاتب الفلاني كتب كتاب عنه فالغرب مثل ما قلتلكم عندهم كتب تصدر يوميا بأي موضوع تشتهيه .. بس الكتب ذات القيمه .. محدوده


وهذه ليست دعوه لعدم الصوم طبعا ... ولكن للتنبيه بأن ما يذكرونه بالصخف غير صحيح و غير علمي ... و هي محاولات للتزوير أو للكذب أو للتدليس .. ليس إلا


ومبارك عليكم الشهر مرة أخرى و تقبل الله طاعتكم
 
posted by راعيها at ٦:٤٨ ص | Permalink | 16 comments