
و لكنني لا أفهم أبدا سبب ترديد المشايخ بأن الصحابة رضوان الله عليهم قد زهدوا بالحكم !
فأبو بكر وعمر رضي الله عنهم أخذوا الحكم في سقيفة بني ساعده من سعد بن عباده .. و قد أقرهم الصحابة على ذلك لمنزلتهما و فضلهما ...
و عثمان رضي الله عنه قد زكى نفسه حين حصر عمر الخلافة من بعده في سته ( سعد بن أبي وقاص و عبدالرحمن بن عوف و الزبير و طلحة و عثمان و علي) ... و كذلك علي رضي الله عنه رشح نفسه أيضا في نفس الفتره ...
ثم رأينا عليا رضي الله يرضى بالخلافه و يجعل قائد جيشه أحد قتلة عثمان (مالك بن الأشتر) ...
و رأينا معاويه رضي الله عنه و جمع من الصحابه يشقون صفوف المسلمين بدعوى الثأر ... ثم نرى معاويه يأخذ الحكم من الحسن بشرط تسليمه للحسين من بعده ... و هو كما نرى اتفاق على الحكم ليس إلا ... ثم نرى معاويه يستأثر بالحكم لذريته فيثور الحسين رضي الله عليه رغبة بالحكم ... و نرى جيش اسلامي يسحق ذرية الرسول عليه الصلاة و السلام رغبة بالحكم ...
ثم رأينا عبدالله بن الزبير رضي الله عنه ينشق بنجد و الحجاز و يؤسس دولته ...
أين الزهد بالحكم ؟؟
و ليش نروح بعيد ... ماهو سر اختلاف السنه و الشيعه الآن ؟ ... أليست المسأله ابتدأت بالحكم ؟
كل ما هنالك إننا شاهدنا مدرسينا يتفننون و يتعبون حالهم في وضع أسباب أو (ترقيعات) لهذه الأحداث ... لكن المسأله واضحه ...
لذلك ... لا نجد لدى الجماعات الإسلاميه أي حرج في إتباع الاساليب الملتويه للوصول الى المجلس و الحكومه ... بما فيها التحالف مع دعاة القبليه البغيضه و الطائفيه الغبيه ... و مع قوى الفساد المالي ... فالحكم غاية تهون لأجله أقذر الوسائل ...
تحليل صحيح تماما .. كل الخلاف الاسلامي/اسلامي سياسي بحت منذ أيام الرسول. والخلاف السياسي مبني على الثراع على السلطة والذي في أصله قبلي بحت. الرومانسية الشرقية تدفع البعض لتخيل المد الاسلامي كحضارة مثالية خالية من المصالح الشخصية والفساد. في حين انها لا تختلف عن أي حضارة أخرى في تاريخ البشرية .. أعتذر على الاطالة