الخميس، ٦ ديسمبر ٢٠٠٧
عبدالله القصيمي
لم يكن عبدالله القصيمي كاتبا من ضمن الكتاب العرب ... فهو قرأ التاريخ بتمعن ... و فكر فيه بتجرد ... و كم كاتب و مواطن عربي قرأ التاريخ بتجرد؟؟ ...

لست مدافعا عن عبدالله القصيمي ... ولكني غاضب على أمتنا التي اختارت ان تتجاهل و تنفي و تعاقب هذا المفكر بدلا من أن تناقشه ... أمتنا التي اختارت تمجيد كتاب السلاطين ... وكتاب الجنس ... و كتاب الإرهاب ...

ألحد القصيمي أم لم يلحد ... نحن لسنا قضاة ... ولا هو بالمتهم ... هو مجرد محاوله لكي نفهم ... و كثير من قراؤه إزداد إيمانهم ... فمن العار أن نرث قناعاتنا و عقائدنا من آبائنا دون أدنى محاوله للفهم و المناقشه و الاستماع للرأي الآخر ...

من أقوال القصيمي :

(أنا أرفض أن أموت، أن يموت أبني، أن يموت صديقي، أن يموت أي إنسان، أن يموت خصمي، أن يكون لي خصم! أنا أرفض ذلك تحت أي شعار، تحت أي فكرة تختفي وراءها أضخم الأكاذيب وأفجر الطغاة والمعلمين، لهذا أنا أرفض التعاليم والمذاهب التي تعلمني كيف اكون قاتلاً، كيف أكون مقتولاً، كيف أؤمن بذلك، كيف أهتف لمن يدعونني إليه، لمن يوقعونه بي!)

(يادولة العرب الواحدة الكبرى، إني أخاف مجيئك لأني أخاف مجيء هارون الرشيد الجديد !! إني أخاف مجيء هارون الرشيد لأني قرات عن هارون الرشيد القديم، كان يقاتل بآبائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال، كان ينفق قوت آبائي على الجواري والشعراء والمغنين، كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر إلى المصلى، ومن المصلى إلى القصر، ومن هذا القصر إلى ذاك القصر، ومن مخدع هذه الجارية إلى مخدع الجارية المنافسة الأخرى، كان يحارب ذكاء آبائي وحرياتهم بالمشايخ وبالآيات والأحاديث، وبالأنبياء وبالسلف وبالقبور)

(الشعوب العربية لا تعترف بقيمة النقد، بل لا تعرفه، إن النقد في تقديرها كائن غريب كريه، إنه غزو خارجي ، إنه فجور أخلاقي ، إنه بذاءة، إنه وحش فظيع يريد أن يغتال آلهتها ، إن النقد مؤامرة خارجية ، إنه خيانة، إنه ضد الأصالة ، إنها لذلك تظل تتغذى بكل الجيف العقلية التي تقدم إليها، لا تسأم التصديق ولا تمل الانتظار، إن أسوأ الأعداء في تقديرها هم الذين يحاولون أن يصححوا أفكارها وعقائدها أو يحموها من لصوص العقول ومزيفي العقائد، وبائعي الأرباب ، إن تكرار الأكاذيب والأخطاء والتضحيات لا يوقظ فيها شهامة الإباء أو الشك أو الاحتجاج، لقد جاءت مثلاً أليما في الوفاء والصبر والانتظار لكل مهدي لا ينتظر خروجه)

(ما أوقحك وأكثر ذنوبك أيتها الشعارات، ما أوقحك في فم الطاغية، في أجهزته، في فلسفته، ما أوقحك في فم المعلم والكاتب والخطيب والواعظ، كم كذبت ؟ كم قتلت؟ كم خدعت، كم سرقت، كم هيجت؟ إني أخافك، إني أحتقرك أيتها الشعارات)

(إن الشيخ الذي يملأ لسانه بالله وتسبيحاته، ويملأ تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه، ثم يملأ أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة الأقوياء، لهو أكفر من أيِّ زنديق في هذا العالم)

و لكن عبدالله القصيمي قد تحدث بشكل لم يعهده أهل الخليج خاصه و العرب عامه عن الذات الإلهيه ... و قد يكون الأمر هينا لو أن القائل شخصا عاديا ... لكن القصيمي كان من أكبر دعاة السلفيه و الدعوه الوهابيه في مصر حين كان يدرس بلأزهر ... وتم فصله من الأزهره لتزمته بالرد على أحد أساتذته ... و قد كتب الكتب العديده في الرد على بقية الفرق الإسلاميه ... ماذا قال القصيمي عن الذات الإلهيه :

(لقد خلق الإلهُ الإنسانَ لكي يعبده ويطيعه. ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك أنه لن يعبده ولن يطيعه. فهل كانت رغبته في عبادة الإنسان له غير ناضجة، أم كانت خطته لتحقيق رغبته غير كافية؟)

(إن الدعاء والصلاة لله اتهام له. إنك، إذا دعوت الله، فقد طلبت منه أن يكون أو لا يكون. إنك تطلب منه حينئذٍ أن يغيِّر سلوكه ومنطقه وانفعالاته. إنك، إذا صليت لله، فقد رشوتَه لتؤثر في أخلاقه ليفعل لك طبق هواك. فالمؤمنون العابدون قوم يريدون أن يؤثروا في ذات الله، أن يصوغوا سلوكه)

و تحدث القصيمي عن الدين فقال :

(العقل لم يُستشَر في الأديان، وإنما أُخِذَتْ بالتلقين والتتابع. فالذين يولدون في أيِّ دين يكونون من أهله)

(الأديان لا تنتصر إلا في المعارك التي تتجنبها. فهي لا تحارب بالعقل ولا تحارب العقل، أي لا تدخل مع العقل في معارك حرة – ولهذا ظلت منتصرة)

(إن الله لا يريد أن نكون وحدنا مؤمنين، ويكون غيرُنا كافرين – يفعلون هم الشهوات والعبقرية المحرَّمة والإبداع والحياة، ونفعل نحن الفضائل للموت والطاعة والخوف؛ يفعلون هم الحضارة، ونفعل نحن المواعظ والأنبياء)

(الإنسان، قبل تديُّنه، وجد أن من الصعب عليه أن يكون ملتزمًا بضوابط الحياة المثلى، فتديَّن لأنه وجد أن من السهل أن يكون معتقِدًا)

(إن السماء، لو أرسلت لنا كلَّ أنبيائها ينهوننا عن الإيمان ويحرِّمون علينا كلَّ عبادة، لعصينا كلَّ الأنبياء وبقينا نؤمن ونصلِّي ونتعبد. فالعبادة استفراغ روحي، وعملية جنسية تؤديها الروح لحسابها، لا لحساب الآلهة)
و بعد ...
متى يزداد شغف الناس بقراءة كتب أمثال القصيمي ... حين يشتد غضبها و حنقها على الواعظين و الدعاة ... حين ترى القرضاوي يترحم على صدام و يسبغ عليه أرفع الألقاب ... و ترى الطبطبائي يسمي بن لادن شيخا ... و ترى نجاد يحيي أرث الصفويين ... وترى أخوان الكويت يتراكضون لإسقاط قروض المستهترين الطارئين على الدوله ...
يد القصيبي كتب فكرا ... ويد الزرقاوي قطعت رقابا ... فكم منا يترحم على القصيبي ... وكم منا يترحم على الزرقاوي ... و بعد أن تجيب إسأل نفسك (لماذا)
 
posted by راعيها at ٧:٢٨ ص | Permalink |


8 Comments:


  • At ٦ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١٠:٤٤ ص, Blogger فتى الجبل

    بصراحة عمري ما قريت له
    بس كتبه تنباع بالكويت؟

     
  • At ٧ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١:٤٥ ص, Blogger محـــــارة

    جميلا جداً أن نستخدم ما حبانا به الرب عن سائر خلقه .. نتدبر ونفكر لنقتنع وبعده نعبد بدل أن نجر أرائنا من معتقدات غيرنا نتحرك دون دراية ولا فكر

    كل ذلك جميلا جداً لكن هل نحن قادرين على أن نسوغ كل فكر ونقاوم كل رأي مخالف دون أن تكن لنا قاعدة صلبة من ديننا

    علينا بالبدء أن نتفق بأن كل منا يتحرك حول طور من معتقداته وإيمانياته تختلف مع الآخر باختلاف أساسياته بالحياة

    بعدما نتسلح بقيم من ما نعتقد بصحتها أو الأحرى نبحث لنرى مصداقيتها الأولى أن نقرأ من نختلف معهم لنبحث عن الحجة والأصح لنعدل من ذاتنا قبل أن نوجه غيرنا

    وقبل ذلك علينا أن نتقبل الآخر كما هو بشرط أن تكون قناعاته وحواراته لا تتجاوز حدود حمراء يرسمها كل منا كما يرى

    عن نفسي الدين والذات الإلهية خط النار لا أتقبل من يتجاوزه ويتجاوز احترامه لأقرأ آراءه أو أتقبل فكره

    بالنسبة للقصيمي نعم قد يكن مفكر أو نسلم بأنه مفكر لكن مفكر تجاوز حدود المنطق ووصل فكره بدخوله لذات الآلهيه تكلم عنه كما يتحدث عن بني البشر .. ففكره وثقافته لم يرتقي بقناعته بل اضمحلت إلى أن خرج عن دائرة المنطق بالدين

    ليس بالضرور كل من أنغمس بالتاريخ والدين خرج بحصيلة ترتقي لما انغمس به فعلى النقيض يحدث أحياناً وهذا تجسد بالقصيمي .. بدأ فقيه قرأ بالدين والتاريخ وانته بملحد

    أما بالنسبة للعرب فليس جديد طريقة تفكيرهم أو تبجيلهم عن من يستحق أو لا يستحق

    أستاذي الفاضل لست معك بخلاف عن القصيمي لكن بدأت بأنك " لست مدافعا عن عبدالله القصيمي ... ولكني غاضب على أمتنا" ،، وأتبعته بـ " ألحد القصيمي أم لم يلحد ... نحن لسنا قضاة ... ولا هو بالمتهم " وبعده عن أقواله عن الذات الإلهية

    وختمت بــ " يد القصيبي كتب فكرا ... ويد الزرقاوي قطعت رقابا ... فكم منا يترحم على القصيبي ... وكم منا يترحم على الزرقاوي " – اعتقد خطأ مطبعي فالمقصود القصيمي وليس القصيبي – طبعي جداً لن ترى أحد غير من يؤمن بأفكاره بما فيها طعنه بالذات الإلهية يترحم عليه فمن طعن بالرب هل جدير بطلب الرحمة علية !!! ليس محل للمقارنة بأن أفاصل بأيهما أحل الوسكي أو الواين ؟؟!!

    اعذرني عن الإطالة دكتور .. وشاكرتلك على نقلنا لبعض أقوال المفكر الملحد .. ونبي بوست بعد بس هالمره عن غازي القصيبي :)

     
  • At ٧ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١:٠٥ م, Blogger بو حامد

    (إن الدعاء والصلاة لله اتهام له. إنك، إذا دعوت الله، فقد طلبت منه أن يكون أو لا يكون. إنك تطلب منه حينئذٍ أن يغيِّر سلوكه ومنطقه وانفعالاته. إنك، إذا صليت لله، فقد رشوتَه لتؤثر في أخلاقه ليفعل لك طبق هواك. فالمؤمنون العابدون قوم يريدون أن يؤثروا في ذات الله، أن يصوغوا سلوكه)


    استغفر الله

    صح مما قرأت في كلام حلو ان صح التعبير

    ولكن هناك كلام يقزز ولا يخرج من شخص مسلم

    لم نتربى على التطاول على الذات الالهيه

    بعض السعوديين للاسف من كرهه للملتزمين يكفر وبكامل ارادته واصراره ولا اعني هنا الكاتب القصيمي

    ولكن بشكل عام

    الحمدالله على العقل والله يهدينا ويثبتنا والحمدالله ان كتبه لا تباع في الكويت على الاقل منعو كتي يجب ان تمنع مره بعمرهم

     
  • At ١٦ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١١:٢٤ م, Anonymous غير معرف

    عجييب القصيمي
    وطبعا كالعاده يافتى الجبل كتبه ممنوعه

     
  • At ١٨ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١٠:٤٧ ص, Blogger الحب

    بوست رائع...

    اول مرة أقرالك لكن بالتأكيد لن تكون الأخيرة

     
  • At ٢١ ديسمبر ٢٠٠٧ في ٧:٢٧ ص, Blogger راعيها

    يعطيكم العافيه جميعا ...

    و لي عودة قريبا مع شخصيه أخرى ... معروفه لرواد الأنترنت

     
  • At ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١٢:٢٦ ص, Blogger محـــــارة

    أزال المؤلف هذا التعليق.

     
  • At ٢٨ أبريل ٢٠٠٨ في ١٠:٠٢ م, Blogger راعيها

    الدكتور عبد الله كان شاب محترم خلوق عمره ما رفض حق أهله أو أصدقائه طلب راح ضحية مرض بقضاء وقدر كان مثال لطالب العلم نال الدكتوراه بكندا وراح على الرغم من صغر سنة