الخميس، ١٧ مايو ٢٠٠٧
ميعاد مع سوسو
هذه الإيام أقضي وقتي في ترتيب أوراقي و كتبي بعد معركة الإمتحانات .. و بما إن ترتيب أي شيء هي أقسى مهمه لي دائما .. و بما أن الملل سرعان ما يتسلل إلى نفسي بعد دقائق معدوده من البدء في عملية الترتيب .. قررت أن أشغل أحد الأفلام التي أنزلها من الانترنت اثناء ترتيبي لأغراضي

وبما إني لن أكون منتبها لما هو معروض .. قررت أن أضع فيلما سخيفا لا يهم ان انتبهت له ام لم أنتبه .. ووقع الإختيار على فيلم سخيف أسمه (ميعاد مع سوسو ) .. بطولة هويدا بنت المطربه صباح.. ومعها نور الشريف و أحمد مظهر

الى هنا و الوضع ماشي تمام .. إلى أن لاحظت مشهدا كان من المفترض أن يكون فكاهيا .. و الحقيقة إنه مشهد ساخر جدا و يصلح أن يكون مقطعا في أحد مسرحيات فولتير او أحد أعمال توفيق الحكيم

أحمد مظهر يقوم بدوره الحقيقي بالفيلم .. ممثل .. و هويدا بنت ليل تقضي معه السهره .. وفجأه تزوره خطيبته .. فيقرر إخفاء هويدا في دولاب الملابس .. وحتى لا تفضحه .. يهديها خوذة صلاح الدين الأيوبي التي استخدمها في فيلمه الشهير صلاح الدين :) .. و حتى لا يصيبها الضجر مع الخوذه .. يعطيها قنينة بيره تشربها بينما الخوذه في حضنها













وبعد ان ينام مع خطيبته .. يتسلل إلى الدولاب و يخرج بنت الليل .. و عرفانا لها بالجميل يقوم بإعطائها سيف صلاح الدين الأيوبي أيضا





و طبعا .. تقوم بنت الليل بإستعراض الخوذه و السيف أمام زميلاتها بنات الليل بينما هم مشغولون عنها و غير مهتمين




طبعا من شاهد الفيلم .. يجزم ألف مره بأن المؤلف و المخرج أغبى من يقصدوا أي تلميح سياسي أو تاريخي .. فالفيلم متخلف عقليا من الألف الى الياء .. ولكن كما يقولون .. رب رمية بغير رام


تراث صلاح الدين لم يصمد طويلا بعد مماته على فكره .. فقد قام أبناؤه بتقسيم مملكته .. و بعد حين قاموا بتسليم بيت المقدس لأمير ألماني جاء على رئيس فرقه بسيطه جدا مكونه من 40 فارس .. وهذا الفارس كانت قد طردته الكنيسه من رحمتها و صار مستعدا للقيام بأي شيء من أجل استعادة الرحمه الكنسيه .. فقاد هذه الفرقه البسيطه في مهمه شبه انتحاريه لاستعادة القدس .. و كان له ما أراد من ابناء صلاح الدين الذي ليس له ذنب فيما صنعه أبناؤه من بعده

نعم .. في الوقت الذي وضع فيه الغرب مجدهم في المتاحف و راحوا يبحثون عن مجد آخر في المصانع و المختبرات و المعامل .. سلمنا نحن تاريخنا لبنات الليل يلعبن به .. بينما نحن ننام مع نساءنا .. ونلهو مع اللاشيء

بنات الليل .. هم بائعي الكلام .. حكاما و مفكرين وصحافيين .. هم الذين يعلمونا الفضيله في بلاد العرب و تراهم في الصيف سكارى على موائد القمار في لندن وباريس .. هم على شاكلة عبالباري عطوان المتنقل من فراش الاحزاب الشيوعيه الى فراش القاعده .. و القذافي الذي يحاضر عن النخوه العربيه و ابنه سيف الإسلام غارق في العسل مع ممثله إسرائيليه .. وابنه الآخر يتشاجر مع رجال الشرطه في باريس كالصعاليك

بنات الليل الذين سلمناهم تاريخنا .. سلمناهم أيضا عرضنا و أموالنا .. و خدعونا بمقولة ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركه .. وعدونا المشترك اسرائيل ) .. والحقيقه ان اسرائيل ليست عدوا أولا .. و عمرها ما كانت عدوا أولا .. العدو الأول هو خضوعنا لبنات الليل و تنظيراتهم و فكرهم .. فجميع الحضارات المحترمه تهتم بصناعة دول محترمه بقوانين محترمه بسلطات محترمه قبل أن تتفرغ لأخذ حقوقها من الغير

أما نحن .. فلا دول محترمه .. ولا شعوب واعيه .. ولا قوانين مطبقه .. ومع ذلك لازلنا نعتبر اسرائيل هي قضيتنا الأولى

ماشي .. احنا ناطرين معاكم .. ونشوف .. يمكن سوسو اللي خذت خوذة صلاح الدين ترجع القدس .. و اقولها صادقا .. إن فرصة سوسو أكبر و أقوى من فرصة حكام العرب باستعادة القدس .. وسلامتكم
 
posted by راعيها at ٤:١٤ م | Permalink |


9 Comments:


  • At ١٨ مايو ٢٠٠٧ في ١٢:١٨ ص, Blogger محـــــارة

    ارفع لك خوذة صلاح الدين الأيوبي أستاذي الكريم .. موضوع قيم جداً وأعجبني دخلتك له والأحلى الربط فعلا نحن دول ليست بل محترمه .. ولا شعوب واعيه .. ولا قوانين مطبقه.. تسلم إيدك واصل

     
  • At ١٨ مايو ٢٠٠٧ في ٦:٣٤ م, Blogger أبو إسحق

    يسلم راسك و يسلم قلمك دكتور

    هذا حال العرب

    هتفوا للرفيق
    مجدوا الاخ
    تبعوا القائد
    بجّلوا فضيلة الشيخ

    و كلهم نفس النتيجه !! و يا قلب لا تحزن

    تحياتي لك

    و اعانهم على غسيل الدماغ على ذلك طبالين دجالين امثال هيكل و احمد سعيد و عطوان و بكري

     
  • At ١٩ مايو ٢٠٠٧ في ٩:٢٧ ص, Blogger charisma

    صباح الخير

    اى هذول لا يستهان فيهم بنات الليل

    انا اتوقع الى برد القدس هيفاء وهبى ولا اشرايك راعيها؟

    تسلم ايدك
    والله صدقت

     
  • At ١٩ مايو ٢٠٠٧ في ١٢:١٣ م, Blogger Cr8ivia

    صدقت يا راعيها
    يبتها ..

    الله كريم :(

    بوستك يعور القلب

     
  • At ١٩ مايو ٢٠٠٧ في ١١:٤٤ م, Blogger S-Q8

    معاك حق والله
    شي يكدر و يضيق الخلق
    المشكلة ان الناس الزينة ضايعة بسبت هذيله ومهما الواحد حاول يطور و يسوي اشياء زينة يظل جهده مدفون و ضايع بأمر بنات الليل

     
  • At ٢٠ مايو ٢٠٠٧ في ٨:٥٧ م, Blogger راعيها

    شكرا على ردودكم يا جماعه
    والله يعينا على زميلات سوسو اللي كل شوي طالعين لنا بقناة الجزيره يصارخون و يهتفون

     
  • At ٢٩ مايو ٢٠٠٧ في ١:١٧ ص, Blogger barrak

    زميلا ت سوسو
    كثروا وايد

     
  • At ٢٢ أكتوبر ٢٠٠٨ في ١:٠٠ ص, Anonymous غير معرف

    اي ولله صدقت..نورالكويت

     
  • At ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩ في ٩:٢٧ م, Anonymous غير معرف

    عذرا ليس معنى أن يقوم ممثل بتصرف أقل مايوصف به انه قذر وليس معنى أن ابناءصلاح الدين لم يحذواحذو أبيهم ان نخلص إلى تلك النتيجة بان إسرائيل ليست عدونا الأول لا هى عدونا الأول وليس الأخير فمنهم من يضع السم فى العسل ويستدرك البسطاء للوقوع فى الفخ فيتذوقوا هذا السم فيقتل فيهم الإنتماء للقومية العربية ومن ثم الأمة الإسلاميةكما فعلت أنت فأرجوا أن يكون هذا عن غير قصدوكنت أفضل أن تقول ان أسلحتنا لمحاربة اعدائنا هوأن نبدا بأنفسنا فنغير مابانفسنا بالقرب اكثر من الله ونتعمق فى دراسة الدين ونكون مثالا يحتذى فى الأخلاق والعلم وتشجيع الأخرين على ذلك حتى نخلق قاعدة قوية تقهر كل السلبيات وتنير الطريق لمستقبل افضل ساكتفى بما سبق رغم ان هذا الموضوع يستحق اكثر من هذا فعذرا